نساء المنكر رواية سعودية لسمر المقرن ريما السبع

قليلة هي الروايات التي ترى النور على يد كاتبات سعوديات، فما إن تصدر رواية جديدةنساء المنكر 20492.gif بتوقيع كاتبة جديدة، حتى يتسابق كثيرون لتمحيصها وتفحيصها وكشف عوراتها!! ورواية نساء المنكر واحدة من هذه الروايات التي تذكرنا بأن معاناة المرأة السعودية مع السلطات الدينية لا تزال شديدة الوطأة، وأن الوضع الاجتماعي يلقي بكل ثقله على المرأة. فبعد عام على صدور هذه الرواية للكاتبة الصحفية سمر المقرن لا يزال بعض اللغط يدور حول هذه الرواية وقيمتها الأدبية والفنية. فهناك من يهاجم الرواية ويصفها بإنها تصفية حساب مع المجتمع وبأنها مليئة بالتحامل على الهيئات الدينية السعودية، وهناك من ينتقد الكاتبة وأسلوبها ويتهمها بالقصور. وعلى الطرف الآخر هناك من يذّكر بان مبيعات الرواية حققت الرقم الأعلى لمبيعات دار الساقي في معرض الكتاب في بيروت العام الماضي كرد عملي على هؤلاء.

تدور أحداث الرواية التي لا تتعدى المئة صفحة حول امرأة سعودية تعاني من الفشل في علاقتها الزوجية التقليدية، مما يحدو بها لطلب الطلاق من زوجها، لكنها تفشل في الحصول عليه عبر ثمانية سنوات كاملة. وخلال هذا تنشا علاقة بينها وبين شاب يدعى رئيف كان على علاقة بصديقة لها تدعى أليس. العلاقة بينهما تنشأ على الأنترنيت وتتطور إلى لقاء في لندن، حيث يمضي كلاهما أوقاتاً جميلة بعيداً عن فضول العيون.
تتابع الأحداث بطريقة لا تخلو من قفزات حتى يلتقي الإثنان في إحدى مطاعم الرياض بعد تردد كبير من جانب رئيف الذي يدرك خطورة الأمر، لكن التهور يغلب العقل ويلتقيا، وهناك تلقي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القبض عليهما ويوضعا في السجن بعد أن يوقعا على عدد من التهم الموجهة لهما. وعندما تخرج من السجن تقيم مع والدتها وتضطر إلى العمل كخادمة في المناسبات.
هذه الرواية ليست بحال من الأحوال فتحاً في عالم الرواية، وليس مطلوبا منها أن تكون كذلك، هي مجرد محاولة للتعبير عن حالة اجتماعية ضاغطة تعيشها المرأة السعودية، و فرصة للبحث عن الحقيقة وتعريتها، هي لا تأخذ على عاتقها فكرة تحرير المرأة وحقوقها كما يلمح البعض للتقليل من قيمتها، بل تكتفي كاتبتها بإيراد قصة واقعية يمكن أن تتكرر كل يوم، وقد عبرت عنها عبر سرد تفاصيل في حياة بطلي الرواية التي تنتهي نهاية كلاسيكية أثارت منتقديها. أيضا الكاتبة تعرضت في سياق روايتها لمعاناة نساء سعوديات اقتدن إلى السجن بسبب شبهة أو بسبب لقاء مع رجل في مكان عام وحجم المعاناة التي يواجهنها في السجن الذي يفضي بهن نساء محطمات وبلا أمل. الكاتبة أيضاً تتخذ في روايتها موقفا واضحا من تأثير الأعراف و التقاليد في حياة السعوديات.
الرواية بكل ما فيها هي مساهمة جديدة تضاف على النتاج الأدبي الأنثوي "إذا جاز التعبير" وهي شهادة لدعم قضية ولا شك عادلة هي قضية المرأة.



rwi kshx hglk;v