- إجل اتركه لي

- بتاخذينه مع ورقة طلاقك

- تهددني يعني !

صرخ: انت طالق


كان الوقت قبل الظهر ، في غرفة النوم ، كان الزوج واقف لابس ثوبه ومفتح ازاريره ، ويلوح بعقاله ، شماغه كان مرمي على زاوية السرير ، الزوجه (السمينه) كانت جالسه على طرف السرير ، تهمس ، وتعبث بطرف الشماغ ، وبعد ما طلقها ، سحب شماغه ولبسه بسرعه ، وسكر الباب بقوه وهو طالع من البيت .

العصر جاء اخوها وخذها لبيت اهلها ، عيونها محمره من البكاء ، ووقت ما كان ابوها يشرب شاهي ويقرا الجريده ، ولابس قميص نوم مخطط ، افتى بأن الطلاق اللي يصير نتيجة الغضب الشديد ما يقع ، وانه سمع شيخ في الراديو مفتي هالفتوى . كانت هي وامها وقتها يتكلمون وما عطوه اهتمام .

الأم – لو تسمعين الكلام ، ما صار اللي صار

هي – انتي عارفه انه ما يبي عيال الحين

- هالامور - يا قرده - ما يبي لها مشاور واستئذان

- بس هو يمه دايم يحتاط ، وحريص مره


قامت الأم من مكانها وقالت : الله يخيبك يالخايبه

بدت البنت تبكي بصوت عالي ، قالت الأم بدون مبالاة :

- لا تبكين يجي في الليل مثل الكلب يحب رجولنا .


جاء في الليل ، والأم سوت حركاتها المعتاده ، تركته منطق في المجلس مدة طويله ، ودخلت عليه لحالها ، بثقل وعدم اهتمام ، سألته ان كان جاب ورقة البنت والا لسه ، شرح هو انه ما كان يقصد ، وأن المسأله ببساطه ان مزاجه متعكر ونفسيته زفت هاليومين ، ردت بأن اللي مزاجه عكر ومزفت فإنما على حاله موب على بنات الناس .

بعد التهزيء والاعتذار ، وبعد ما ذكرته ان اللي كانوا متقدمين لها طبيب ومهندس وواحد يشتغل في الديوان ، وبعد ما دخلت البنت وتمت الوعود المتبادله بالتفاهم في المستقبل ، جاء دور الأبو ، وبدا يقص قصص عن التفاهم وكيف انه كل الثلاثين سنه اللي عاشها مع الأم كان يحل المشاكل بالتفاهم ، ونظر للام اللي كانت تطالع في الأرض وما جابت خبره .

في السياره مع بعض ، قالها : امك هذي سوسه

ردت عليه بصوت تعبان : بدينا ؟

- لا بس ابيك تعرفين انها كانت وقحه معي بالمره ، ولولا ابوك الحبيب ما كنت سكت .

- خلاص خلاص نتفاهم في البيت .


بدوا يتفاهمون في غرفة النوم ، كان على الفراش ورافع الوساده ، وهي على كرسي التسريحه ، بدا يفكر في ايامهم الاولى ، وكيف كانت مبسوطه معه ، كان جسمها حلو ، رومانسيه وحنان ، وما ينامون الا الفجر ، الحين ما فيه شي ينقال ، وش لازم يسوي عشان ترجع الأمور مثل ما كانت ؟


قالت وهي ترتب التسريحه انها اسفه على موضوع الراتب .

رد عليها : بالعكس ، انا الغلطان ، هذي فلوسك ومن حقك تشترين فيها اللي تبين ، انا ادبر نفسي .

- بس انا اقدر اوفر واساعدك نشتري الأرض

- لا لا ما ينفع ، هالموضوع جايب لنا صداع انا باحاول ارتب نفسي ، ابطل عزايم ، ونقتصد في المشتريات ، وانشالله تتدبر .

سكت ، والتفت فجأه وقال : ليش ما نجيب بيبي ؟

رفعت راسها مندهشه ، وردت بحذر:

- شلون ، والمصاريف ، وانت من اول تقول مابي ؟

- يعني . طفل واحد ، انتي تبينه من زمان ، حرام احرمك منه .

سكتت محتاره ، وقعدت تفكر وش قصده


بالنسبه له كل شي انتهى ، تجيب بيبي ، تنبسط عليه ، هو بيصير همه الوظيفه ، والبيت ، وكل احلامه الثانيه ، سفر حول العالم ، وقت فراغ للماجستير ، انتهت الآن .

الفيلم انتهى بالنسبه له هاللحظه ، بعد ما كان بادي يوم الملكه ، تمشي وطلعات ، مطاعم وكوفي شوب ، يلله متى العرس ؟ اصبري يا بنت الحلال عندي ظروف بسيطه ، وينك امس؟ مشغول والله . شكللك تتهرب؟ ابدا والله . ترى لو تركتني اموت متى العرس يلله ؟ ما معي فلوس كفايه ، ابي اتسلف ، امها ما رضت بعرس اقل من قريباتها ، ولا بأثاث اقل ، ولا بشهر عسل أقل .

نامت ، قام بهدوء وبدا يلبس ملابسه ، يبي يطلع يشم هوا في الليل ، يتنفس بحريه ، يبي يفكر في كل شي ، الديون والترقيه والارض والمستقبل ، انتبهت له انه قام ، التفتت عليه: وين على الله هالحزه ؟

- لا بس جوعان قلت اروح اجيب لنا شي ناكله ، وش ودك تاكلين ؟

- فيه مطبق هالحزه؟

- والله دري اشوف انشالله القى

تغطت بالبطانيه وانقلبت: طيب حياتي لا تتأخر ، ترى أموت قلق


طفا النور ، طلع من البيت ، اخذ نفس عميق ، بدا يفكر انه حياتها ، ضحك بصوت خافت وهو تذكر احلامه وخططه ، والخطه الجديده انه يدور مطبق .

rwm ,vrm 'ghr