السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

هل سننجو في المرة القادمة ؟!

لربما قصتي تدور حول ذالك السؤال الذي لطالما دار في ذهني ايام وايام والى الآن ، هل سننجوا في المرة القادمة ؟! ، سألني ذالك السؤال قبل ستة اشهر من موعد الرحيل و اي رحيل ، ذالك الرحيل الابدي الذي لطالما اي شخص ينتظره وهو رحيل حتمي .

بينما كنا نجلس سوياً ، وطرح علي ذالك السؤال حيرني فصمت ولم اعطي اجابة فنظر الي مرة اخرى وطرح نفس السؤال ، فشعرت بضجيج صمت لم يكن له تفسيراً الا كلمةً واحدة (كفى) ، نعم اجبته بكفى .

اسلام

انه الاخ و الحبيب و الصديق والرفيق ، صديق الطفولة والشباب ، صديق المدرسة من الابتدائية حتى الثانوية ، صديق العمر الابدي الذي كنت اعتبره توأمي الاخر ، فرب اخ لك لم تلده أمك .

لم أتوقع في يوم من الايام بأن يغيب عن ناظري بهذه السهولة وبهذه السرعه ، ولكن مشيئة الله بأن لا تطول هذه الصداقة فتفترق ، ولكن على اي مفترق ؟! انه مفترق الموت ! ، واي موت انها الشهادة التي نحسبه عليها ولا نزكي على الله أحدا .

حينما سألني هل سننجو في المرة القادمة ؟ لم أكن أعلم بأن لهذا السؤال ما بعده وما يليه ، كنا قد خرجنا من محنة الاجتياح الذي حصل لأحدى المناطق في ذالك العام ، حيث تم تدمير الكثير الكثير من المنازل ، وسقط الكثير الكثير من الشهداء والجرحى ، فمات من مات وقتل من قتل وبقي على قيد الحياة من بقي ، فقدر لنا بأن نكون من بين الاحياء لكي نرى ما سوف يحصل في المرحلة القادمة .

لم تلبث الايام حتى دارت قليلاً ، فكان جواب سؤال اسلام مفجعاً ، هو الحبيب الذي كان قد سالني هل سننجوا في المرة القادمة فأجبته بكفى ، مرت ستة شهور على سؤاله الى ان جائت الاجابة سريعاً ويقينية بأن هذه المرة قد حسم أمرها وأن الاجابة

(لا ، لا لن تنجو هذه المرة) !

قد تعجز كلماتي عن وصف قصتي مع حبيب الروح الذي مات غدراً على يدي مجرمين لا اصفهم بالبشر لأن كلام الله قد جاء بوصفهم بما يستحقون (انهم اخوان القردة والخنازير) ، اسلام لم يذكر كثيراً فهو في من ضمن قوافل من الشهداء لا تنتهي .

استهد اسلام وهو يؤدي واجبه في وقت كانت فيه الانتفاضة بأوج قوتها ، فقد كان يعمل كشاب متطوع مع منظمة اغاثية فلسطينية قبل بضعة أعوام .

وهو في عمله واثناء تأديته واجبه ، طالته رصاصة غادرة من قناص حقير ، حتى استقرت في الرأس ، استشهد اسلام ورحل لكي يشكو الى الله مظلمه كما الالف من الشهداء ، وبقيت بعدها بأيام واسابيع ، واشهر ، لم استوعب ذالك الخبر ، حتى حدثت نفسي بأن هذا الحلم سينتهي وسأفيق مرة أخرى لكي أجد اسلام مرة اخرى ، فكنت كما العادة حينما اخرج من المنزل لأي مكان اتصل باسلام لكي نذهب سوياً ونعود سوياً ، وأول مرة خرجت فيها من المنزل بعد ارتقاء اسلام الى العلياء ، كنت ما زلت لم استوعب الخبر فأمسكت بهاتفي فوجدت اسمه ، احاول بأن اتصل به ، لكن علمت حينها بأن اسلام لن يجيب الى الابد


رحمك الله أخي وحبيبي وقرة عيني يا اسلام .

أأسف للاطالة عليكم

واعتذر عن جزالة الكلمات .

لست بكاتب ولا بشاعر ، و لكن لربما آثرت بأن يكون اول موضوع لي في هذا المحور عن صديقي ورفيق دربي اسلام .

rwi hglvm hgrh]lm