التربية عند رسول الله 2013 - طرق التربية عند الرسول 2013 - منهج الرسول فالتربية 2013





قضايا تربوية

الرسول المعلم والمربي

بُعث رسول الله  معلماً وهادياً لأمته وللبشرية جمعاء، وقد أكدت آيات القرآن الكريم رسالة المعلم الأول محمد( صلى الله عليه وسلم)، فقال تعالى:" كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم، ويعلمكم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين".

لقد اصطفى الله محمداً( صلى الله عليه وسلم)من بين خلقه، ورباه وعلمه بعنايته الإلهية؛ ليتمكن من حمل الرسالة وتبليغها، فأُعد إعداداً عظيماً، حتى كان القرآن خلقه يرضى برضاه، ويسخط بسخطه، فتم به مكارم الأخلاق؛

فلم يكن ( صلى الله عليه وسلم)فاحشاً ولا متفحشاً، وكان يقول:" إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً". ولم يحقد على إنسان قط لنفسه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة من حرمات الله فينتقم لله بها.

لقد كان ( صلى الله عليه وسلم) معلماً حقيقياً، يقرأ آيات القرآن الكريم على المسلمين ويشرحها لهم، ويعمل على تطهير نفوسهم، ويعلمهم الحكمة ويعلمهم أموراً شتى لم يكونوا على علم بها . وكان  يعرف وظيفته – كمعلم – ويستشعر مسؤوليته التي حملها إياه ربه سبحانه عندما يقول:" ألا إن ربي أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني".

وقد وصفه أحد الصحابة الذين تتلمذوا على يديه بقوله: ما رأيت معلماً قبله ولا بعده أحسن تعليماً منه، فوالله ما كهرني، ولا ضربني، ولا شتمني. وهذا الحديث يصف موقفاً تعليمياً يمارس فيه الرسول  تعليم أحد أصحابه.

حض الرسول على طلب العلم:

بين رسول الله( صلى الله عليه وسلم) منزلة العلم، وحض على طلبه، فقال:" من يرد الله به خيراً يفقه في الدين". وقال( صلى الله عليه وسلم) :" فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد". وجعل العلم ركناً من أركان الخير، ومنير الناس به، فقتال:" الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا".

وجعل طلب العلم الشرعي الذي يحتاج إليه المسلم ليقيم أمور دينه فريضة على المسلم، فقال

( صلى الله عليه وسلم):" طلب العلم فريضة على كل مسلم".

أما العلوم الأخرى التي يحتاج إليها المسلمون في حياتهم، فهي من باب فرض الكفاية، يأثم جميع المسلمين إذا احتاجوا إلى علم ولم يوجد بينهم من يكفيهم إياه، ثم لا يتحللوا من ذلك حتى يسددوا ذلك النقص.

وكان رسول الله  كثيراً ما يدعو ربه عز وجل فيقول:" اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع".

حض الرسول على تبليغ العلم:

إن الغاية من العلم أن ينتفع أصحابه وينفعوا غيرهم به، ولا فائدة من علم مكتوم أو فقه في صدور العلماء لا ينال فيه الناس شيئاً؛ لذلك أمر رسول الله ، بنشر العلم، وحرم كتمانه. فقال( صلى الله عليه وسلم) :" من سئل عن علم فكتمه، ألجم بلجام من نار يوم القيامة"، وعن أبي هريرة  قال: قال رسول الله :" مثل الذي يتعلم علماً ثم لا يحدث به مثل رجل رزقه الله مالاً فكنزه فلم ينفق منه" فهو في معنى الآية " والذين يكنزون الذهب والفضة ثم لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم"


منزلة العلماء (المعلمين):

يكفي رجال العلم فضلاً أن رسول الله  رائدهم، وأول من حمل لواء التحرير من الجهالة والضلالة. وقد بين عليه الصلاة والسلام منزلة العلماء، فقال:" لفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء. إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورثوا العمل، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".


وحث الأمة على احترام العلماء، ومعرفة حقوقهم، فقال: " ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه" وإن للعالم نصيبه عند الله عز وجل من هذا الأجر، كما لطالب العلم نصيبه منه. وفي ذلك يقول( صلى الله عليه وسلم):" العالم والمتعلم شريكان في الأجر" وعن ابن عباس  قال :" معلم الخير ومتعلمه يستغفر لهم كل شئ حتى الحوت في البحر".


وصية رسول ( صلى الله عليه وسلم) بطلاب العلم:

بلغ التشجيع العلمي أوجه في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وسلم)وتيسير سبيله للجميع، ليس بينه وبين طلابه حاجزاً أو مانع، ومعلم الخير يرحب بكل طالب. عن أبي سعيد الخدري أن النبي ( صلى الله عليه وسلم)، قال :" سيأتيكم أقوام يطلبون العلم، فإذا رأيتموهم فقولوا لهم : مرحباً بوصية رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) وأفتوهم". فكان أبو سعيد إذا جاءه طلاب العلم قال: مرحباً بوصية رسول الله  ودرج الصحابة ومن بعدهم على قبول وصيته  في الترحيب بالمتعلمين وتكريمهم، وإعانتهم أدبياً ومادياً على الاستمرار في طلبهم للعلم. وكان ابن مسعود  يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم : مرحباً بينابيع الحكمة ومصابيح الظلام، خلقاً في الثياب، جُدد القلوب، حبس البيوت، ريحان كل قبيلة.


'vr hgjvfdm uk] vs,g hggi