السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته





الزواج سكن ومودة لطرفي العلاقة الزوجية، ومن شأن السكنوالمودة أن يتسم بالديمومة والثبات والاستقرار، لكن مع فقدانالوعي الإسلاميفي هذه العلاقة وارتفاع الضغوط النفسية والاقتصادية
والاجتماعية تفاقمتالخلافات الزوجية يوماً بعد يوم ،

فلماذا تزداد هذهالخلافات؟ وما الذي يجب على الزوج أن يفعله حتى لا يخسرزوجته؟
لذا كان حرياً بنا أن نقدم رؤية نقدية وقراءة نفسية لهذاالواقع الذي نعيشه في حياتنا الزوجية:
أولاًفهم أعمق لنفسية المرأة

إن المرأة إذااستطعنا أن نفهمها بشكل أساسي فإننا نستطيع أن نفهم طبيعة العلاقة الزوجية. إنالمرأة
لها نفسية خاصةوالمرأة المتزوجة لها نفسية أكثر خصوصية. لذلك كان لزاماً علينا أن نفهمها.
ففيالحديث : "الدنيا متاعوخير متاعها المرأة الصالحة"، وفي حديث ابن ماجه "ما استفاد المؤمن بعد
تقوى الله سبحانه وتعالىخير له من زوجة صالحة إن أمرها أطاعته،وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها
أبرته، وإن غاب عنها حفظته في نفسهاوماله".
أشار الطرح الإسلامي إلى أن صلاح المرأة ضروري للعلاقةالزوجية ، وأن المرأة الصالحة هي مطلب
شرعي ونفسي في آن.
ثانياًمن المؤهل للزواج
في الحقيقة أن كل إنسان في الوجود هو مؤهل للزواج ولااستثناءات من ذلك إلا من اثنين .
1-
المريضالعقلي ( وليس المريض النفسي )الذي لم تستقر حالته ، أما التي استقرت حالتهبالعلاج فإنه
مؤهل للزواج. لكن هناكمن الأمراض العقلية التي لاتستجيب للعلاج وهذا الإنسان غير مؤهل للزواج لعدم
قدرته على تحملالمسؤولية وتقديم ما هومطلوب منه ، ناهيك عن أن هذا الزواج يعد عبئاً علىنفسيته
وعقليته وقد يؤدي به إلى الانتكاس كما أشارت بعض الدراساتالنفسية
.
2-
المصاب بالعنةالجنسية، وهو رجل لا يستطيع مباشرة زوجته ؛ لذا فهو غير مؤهل للزواج ويجبعليه
إخبار الطرف الآخر.
ثالثاًالحب والمودة والرحمة في الحياة الزوجية :

الحب مطلب أساسي في الحياة الزوجية ، وقدم الطرح الإسلامي طرحاًأرقى من الحب إنه المودة والرحمة
في العلاقة الزوجية ،
قالتعالى :
{
ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعلبينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم
يتفكرون}.
الحب الحقيقي هو ذلك الحب الذي تمت صناعته داخل مصنع الحياةالزوجية وينمو ويكبر ذلك الحب بتلك
العلاقة.
فقد أثبتتالدراسات النفسية الحديثة أن الإنسان المحبيضفي كل صفة جميلة على محبوبه ، وأن المحب مع
تقدم علاقة الود في الحياةالزوجية يتأثر مظهره الخارجي فيبدأ يتشابه مع محبه.
والمرأة المتفهمةفي العلاقة الزوجية هي التي تستطيع أنتتجه إلى ملء ذاتي لزوجها من الداخل ،
وتستطيع أن تقدم ملء ذاتهمن خلال فهمها لنفسية ذلك الزوج ، وتستطيع أن تحقق له السكن فيهذه
الحياة.
(
زوج يعمل ويستغرق في عمله حتى آخرالليلزوجته ضاق صدرها من ذلك ، لكن هذه هي طبيعة عمل
زوجها.
كيفتناقش هذه الجزئية معه
اتجهت لعتابه عن طريقملء ذاته – يا زوجيإنك تجهد نفسك من أجلنا كثيراً جزاك الله خيراً – ماذا يكون
ردته فينفسه إنه يطمئن ويسكن ذلك الزوجويحاول أن يعدل ما أمكن من ظروف عمله في هذهالحياة ).
الحياة الزوجيةهي حياة تكامللا تفاضل لكل إنسان دوره – نعني بهم الزوج والزوجة – ولو فكر الرجل
وكذلك المرأة جدياً فيملء دوره الحقيقي الذي جاء وصفه في الكتابوالسنة والنظريات النفسية لما
استطاع أن يجد الوقت الكافي لكي ينافسعلىدور الآخر.
الحياة الزوجيةكعقد استثماريكلما أعطيت ذلك العقد الاستثماري كلما نما أكثر وأكثر ، ولذلك الحياة
الزوجية هي حياة عطاءلا حياة أخذ ، إنما يأتي الأخذ نتيجةللعطاء إذا اطمئن الإنسان لنفس الزوج الآخر.
رابعاً.فن الاحتواء في العلاقة الزوجية :
إنالاحتواء في العلاقة الزوجية لهثلاثةأنواع/
أولاًالاحتواء الفكري :

ونعني به الحوار الفكري في تبادل الأفكار والمشاكل والحديث حولهابين الرجل والمرأة. ربما يكفي الرجل أن تستمع المرأةمنه وكذلك المرأة ربمايكفيها أن يستمع الرجل لمشكلتها ، لكن المشكلة الكبيرة
بين الزوجين أنهلا يحدث ذلك الاستماع.
الاحتواء الفكري هو القدرة على احتواء أفكار الرجل والصبرعليها وتحملها ومحاولة المشاركة في حل
تلك المشكلات التي عندالرجل من الجانب الفكري.
وكذلك الدور على الرجل.
ثانياًالاحتواء الانفعالي :

وهو الاهتمام بمشاعر الطرف الآخر ، أسمعوا المرأة ما تُحب ، وأسمعواالرجل ما يُحب ولن يكون ذلك إلا من
فهم نفسية المرأةوالرجل ،ولو شعرنا في الحقيقة قداسة هذه العلاقة لركزنا أكثر في هذه العلاقةسعياً
منا في فهمها أولاً ومن ثم الاستمتاعبها.
ثالثاًالاحتواءالجسدي :
لقد تم طرح سؤال مهموهو :
لما الإصرار عند المرأة في مجتمعنا أن تكون إما أم العيال أوالزوجة العاشقة؟
ألا تستطيع أن تلعب الدورين معاً لذلك في الحقيقة أظنمن أسباب انتشار بعض ألوان الزواج المعاصر
نعني ( زواج المسياروخلافه ) بسبب هذا الدور تنقلب المرأة بعد زواجها بفترة وتلعب – دور أمالعيال
وتبدأ المشاكل لذلك.
نعم هذا جزء من مسئوليتي في احتواء المشاكل كزوج لكن لي حقوقأخرى وأنتِ عليكِ مسئوليات أخرى.
أين ذلك العشق؟أين تلك الرحمة؟أين ذلك الوله بيننا؟ لم ينطفئ ويُلعب هذا الدور؟ نحن محتاجون
للأمرينبشكل مستمر ومتناسق ومتناغمبينهما
.
إن من الاحتواء الجسدي أن تحتوي المرأة جسدزوجها وذلك عن طريق الاهتمام بمظهرها وتناسق جسدها ،
وكذلك لابد أن يلعبالرجل هذا الدور أيضاً.
إن من الاحتواء الجسدي أن يحرص الرجل أن يعطي زوجته ما يتمناهمنها وكذلك على الزوجة أن تفعل ذلك.
ومن أساليب الاحتواء في الحياة الزوجية – فن الاعتذاروالمرأة أكثر قدرة على الاحتواء من الرجل وعلى
الاعتذار منه ، فإنكانت مشكلة مشتركة بينهما فلتسارع هي بالاعتذار؛ لأن في بنيتها النفسية هيأقدر
من ذلك على الرجل ، وإن كان الخطأخطؤها يجب أن تباشر هي ،وأن يباشر هو أيضاً إذا كان الخطأ
خطأه.
لكن السؤال الذييُطرحلماذا يتأخر الاعتذار في حياتنا الزوجية حتىيغور الجرح؟ثم إذاأتى ذلك
الاعتذار يأتي سطحياً جافالا يعالج إلا ظاهر ذلك الجرح ولذلك إن حدثت مشكلة بسيطة فيما بعدنجد
الزوجة تنفجر على زوجها أو الزوج على زوجته
لماذا؟لأنجرحاً غائراً لم يندمل من تلك الفترة قد انفجر وبدأ يخرج منهالصديد.
ومن فنون الاحتواء في العلاقة الزوجية تغيير الوسيلة التييستخدمها الزوج أو الزوجة في حل المشكلات
الزوجية ، تحتاج إلىعدةطرق أن تمارسها أيها الزوج ،لأن المرأة تحمل مشاعراً وأسلوباًفي التفكير
لابد أن تفهمه وأن تستوعبه ، منخلالهتستطيع أن تنطلق في حل تلك المشكلة، وكذلكالأمر بالنسبة
للمرأة.
منفنون الاحتواء في العلاقة الزوجيةعدم التعامل معالأخطاء بدقة متناهيةلأن ذلك التعامل الدقيق يقلل
الشعوربالود والرحمة ،ولذلك قالوا عن تجاوز الهفوات بأن نتجاوز عن الأمور حيناًوأن نقف معها حيناً
آخر.
ومن فنون الاحتواء في الحياة الزوجية وهو ما نستخدمه نادراًللأسف! التعرض للإيجابيات في الحياة
الزوجية عند نقاش مشكلة ما،لابد أن نتكلم عن إيجابيات هذه العلاقة ، فبهذه الطريقة نحصر المشكلة محط
الحوار ونتأملها ونناقشها في ظل المودةوالرحمة.
ومن فنون احتواء مشكلات الحياة الزوجية هو التعايش معهاوالاستمتاع بها أو التنازل والخروج من دائرة
هذه المشكلة.
ومنفنون احتواء مشكلات الحياة الزوجية أنه ليس بالضرورة أن لكل مشكلة حلا كاملا ، قديكون لها حل
جزئي وهذا الحلالجزئي هو الحل المناسب لهذهالمشكلة. نعالج هذه الإشكالية ما أمكننا ثم نتعايش مع
الباقي.
تمنياتي للجميع بحياة زوجيهسعيده
وأتمنى أن تعم الفائده:)

glshj ktsdm td hgpdhmhg.,[dm