ظـلمتني … أمـي ؟!

المــتفائلة


أنا فتـاة في زهرة عمري…وريعان شبابيلم أتمتع بأم تسقيني دفئها الحـانيأمي تظن أني لها خــادمة لاتعرف مني سوى اطبــخي،، اغسـلي،، بل وترفع صوتــها علي أحيانا
أمـي لطالما عاتبتني لـترك خدمتها لإخوتي الصغـارفأنا لم أكــن أمـــاً بعد! ظلمتني أمي،،ظلمتني أمي،،ظلمتني!!
عبارات ترددت على مسمعي كثيرا.فأ ثارت شجوني وشفقتي لتلك…هل لتلك البنـت؟! حاشا وكلا.بل لتلك الأم الحنــون فتذكرت حديث من لاينطق عن الهوى صلوات ربي وسلامه عليه (أن تلد الأمــة ربتها)…

فقلت في نفسي كفـى كفـى كفـى أيتها البنت العــاقة أتريدين رفاهيـة أكثر من عيشـك بين أكناف أمـكمابالك كل كلمة تخرج من فاه أمـك تتهمينها بجمود أحاسيسها تجاهكهل أغرتك المسلسلات الهـابطة ؟!أم تصنع من طرف يدس السم باسم الوئام!!
أيـا بنيـة لمـاذا نظرتك قصرتيها لإشباع عـواطفك في كل لحظة
وتظنين أنك المظلـومة في كل مرةوالعجـب ماجرى على لسانك من قول أنـا مراهقـةأحتـاج لجرعات من ألفاظ الحنـان صبح مساء حتى أن المراهقة في نظـرك بدأت تزيد فيها الفئـات العمرية مع تزايد عمركماأخشاه أن يأتي سن رشـدك وتقولي أنا مراهقة!
فـكري رويـاًهل عـاشت أمنا عائشة رضي الله عنها وأمهات المؤمنين فترة المـراهقة التي تدعيـنهاأم أن هذه المرحلة في علم النفس بحثت في تنقيبها لمعـرفة صغيرها وكبيرهـا لأنك وجدتيها تـلامس رغبتك وهواك وغفلت عن كتـاب من عندالله العزيز الحكيـم القائل
( وَوَصَّيْنَا الإ نسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ).
أمـا فكرت يومـاً في تغير سلوكك ،وانتقاء عباراتك لأمك،وخفض جناح الذل لها بقولك وفعلك، هـلا أسمعتيها الكـلمات البارة منسـاقة بالقبلات الحـارة على رأسها ويداها بـل ورجلاهافهي وربي لحظات لاأستطيع وصف روعتهافرائحـة عبير الأم الفواحـة يقف قلمي حيال وصفها واعلمي أنك لن تجدي تلك الرائحة الزكية حتى في الأسـواق العالمية
فلا تفتري خدمةً لأمـك إذ هي من الواجبات عليك.
وتذكـري أن همك، وغمك ، وإخفـاقك ، ماهو إلا من عقوقك لأمك
وسأسألك سؤالفاجعليه دوماً في البالأيرضيك صنيعك لأمك من ابنة لك في المسـتقبل؟!
وقبل أن أُ ودعك بـكُليماتي هذه جالت في خاطرتي عبارات أمك المكلومة التي لم تستطع بوح خـلجات نفسها إلا بدموع منهالةحاولت تفسير كل عـَبرة. فأرعي لهـا سمعك وقلبك
بنـيتييؤلـمني شكـواك لصويحباتك عنيبنيتيكم من شكوى أعلنتيها بين المـلأ في تلفاز،وفاكس،وبريد، تشكين فيها من أمـك
لـم أعقل ماسمعته أذناي، صابني الذهول حتى ساورني الشك أنه ليس صوت بنيتي.، ولااسمها ولاتعبير ألفاظها!!
بنيتيهل تنتظرين الرحمة المفعمة من هـؤلاء أكثر مني!!!
بنيتيأتناسيتي سهر الليالي الـطوال لأجلكبنيتيأنسيتي ذرف الدمع لتعبـك حتى يظن الرائي أني المتعبة لحـالك
بنيـتي كنت أحلم بذلك اليـوم الذي أراك فيه يـافعة
بنيتي .كم مجلس من مجالس النساء تركته مع أن نفسي تواقة له خشـية أن أ ُقصــر في تربيتك وتعليمك.
بنـيتيها أنا كبر سنـيفوهن العظم منيواشتعل الشيب برأسي منتـظرة ثمرة البـذرة التي تعهدت سقايتهابنيتيبلغ الضعف مني مبلغه فلم أعـد أنتـقي جمال العبارة في كل ماأحادثك بهفعباراتي ضغوط الحياة وهمومها أضاعتها منيلكن يابنيتي حـبك في قلبي لن يضيعوكـَذب من قال سأعوضك عن حنان أمـك
فحــبك بين حـنان صدري يزيد ولـو بلغت العمر المـديد
فحــبك بين حـنان صدري يزيد ولـو بلغت العمر المـديد



/Jgljkd … HlJd 2013