لكي تسعد بزواجك؟

اترك ادارة المنزل للزوجة، وتفرّغ أنت للقضايا الهامة!


للتعايش السعيد مع الزوجة لابد أن نعرف قيمة وأهميّة الزواج بصورة عامة.

فالعزوبية بالاضافة إلى أنها مخالفة للطبيعة فانها توقف نمو الإنسان العقلي والطبيعي، ولا يمكن أن نعرف ذلك إلا بعد مرحلة الزواج والتأهيل.
أن الكثيرين عندما تزوجوا ندموا على العمر الذي قضوه في العزوبية، وتمنوا لو كانوا متزوجين من ذي قبل ليجدوا طعم الحياة في وقت مبكر، فالحياة بلا زوجة لامعنى لها والذين لا يرغبون في تكوين الحياة الزوجيّة ويكرهونها، فإنهم بلاشك يعانون من امراض نفسية عليهم معالجتها.
الزواج دينياً

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إنما الدنيا متاع وخير متاع الدنيا الزوجة الصالحة" وقال صلى الله عليه وسلم :
من أعطى أربع خصال أعطي خير الدنيا والآخرة وفاز بحظه منهما: "ورع يعصمه من محارم الله، وحسن خلق يعيش به في الناس، وحلم يدفع به جهل الجاهل، وزوجة صالحة تعينه على أمر الدنيا والآخرة".

والسؤال الآن هو كيف يمكن الحصول على السعادة الزوجيّة التي هي نصف السعادة في الحياة، كما يصفها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؟ والجواب: ان السعادة ليست نجمة سحريّة قد تسقط في حضن الإنسان فيصبح سعيداً محفوظاً، وقد لا تسقط فيصبح شقياً منكوباً، لأن السعادة لا تعيش خارج إرادة الإنسان وإنما هي ملك يده وفي اختياره فالسعادة تعني أن ينسجم الإنسان مع واقعه ويصوغ نجاحه بيده، فانت سعيد بزواجك إذا أردت أن تسعد نفسك وزرعت الموفقيّة والنجاح في أعماقك أن الذين يظنون أن السعادة هي في أن يملك الإنسان كل ما ليس يملك، يخطئون حتماً.

لأن هناك من يملكون كل شيء ولكن لا يملكون السعادة في داخلهم ولا في حياتهم الظاهرية، فهؤلاء بالحتم ليسوا سعداء، وعلى ضوء ذلك لابد أن نطلب السعادة الزوجيّة في أمور أخرى،

احترام زوجتك

ان الرجل والمرأة متساويان في وجود رغبات وآمال فيهما فلابد إذن أن تحترم أنت زوجتك كما تنتظر من زوجتك أن تحترمك، فكما أن لك رغبة في ذلك فان لها أيضاً رغبة متماثلة، يقول الرسول الأكرم(ص): "من اتخذ زوجة فليكرمها" اكرم زوجتك واحترم ارادتها، ولا تحاول أن تفرض رأيك عليها بحيث تشعر أنها اصبحت مجرد آلة لمتعة الرجل وتنفيذ ارادته حاول أن تتفاهم مع زوجتك في كافة القضايا التي تهمكما، وإذا لم تأخذ برأيها حاول أن تقنعها بوجهة نظرك، حاول أن تكون صديق زوجتك، وليس زوجاً لها فقط، لأن الرجل الذي هو (زوج جنسي) لزوجته فحسب، سيجد نفسه -كلما هدأ فيه نداء الجنس- بعيداً عن زوجته، وهذا كفيل بأن يخلق لديها يأساً قاتلاً وشعوراً بالوحدة وإذا شعرت المرأة بالوحدة فلابد أن ينعكس ذلك على علاقاتها بالرجل.

كن مربى زوجتك، وليس مراقباً عليها.

ان الزوجة قد تكون غير ناضجة بالمقدار المطلوب، وعلى الزوج في مثل هذه الحالة أن يجعل من نفسه مربياً مخلصاً لها حتى تنضج، لامراقباً شرساً عليها حتى تتوغل في التحدي والجهل، لأن التربية تصلح المرأة بينما المراقبة تفسدها، وذلك لأن المربي لا ينتقد وإنما يصلح بينما المراقب ينتقد، وكثيرا ما يأتي الانتقاد جارحاً وقد يؤدي إلى بروز نوع من الإنسجام العاطفي بين الزوجين، ان المرأة ريحانة دقيقة وناعمة ولذلك فإن كلمة جارحة واحدة تكفي لإحراق مزارع الحب في اعماق قلبها وربما بقيت آثارها عالقة في ذهنها طيلة العمر.

ان أهم قضية يجب أن ينتبه إليها الزوج في حياته الزوجيّة هي أن يحاول فهم زوجته بكل ما فيها من نقاط الضعف والقوة وأن يتعامل معها على أساس صورتها الواقعية بعيداً عن الأحلام الحريريّة التي غالباً ما ينسجها الرجال في أذهانهم عن المرأة، فإذا ما واجهوا امرأة تختلف بعض الشيء عن الصورة المطبوعة في أذهانهم حاولوا هدم شخصيّتها، وليس هدم الصورة الذهنيّة، الامر الذي يؤدي إلى بروز حالة الانتقاد الحاد في العش الزوجي، وهي حالة تؤدي دائماً إلى تفكك الحياة الزوجية وتناثرها، في القضايا الصغيرة التي لا تهم إلاّ المنزل، لا تمتنع عن تنفيذ ارادة زوجتك، وان جاءت ارادتها مخالفة لإرادتك، وتذكر دائماً ان هذه القضايا الصغيرة ليست هي الحياة كلها، بل إنها لا تستحق شيئاً من التفكير.

والنصيحة التي يمكن تقديمها بهذا الشأن للرجل تتلخص في الجملة التاليّة:

إترك إدارة المنزل للزوجة وتفرّغ أنت للقضايا الهامة.


منقــــــــول من الرقية الشرعية

g;d jsu] f.,h[;? 2013